نسرين العسال تكتب : الحب كبطاقة التموين !!

نسرين العسال
نسرين العسال

اختلفت كثيرا معانى الحب وسلوكياته عن الماضي بل اختلف مضمون كل ما يكتب عن الحب بشكل أو بآخر عن ما كنا نراه فى الأفلام القديمة والدراما أو ما نسمع عنه فى الماضي حتى  كلمات الحب اختلفت .

فى هذه الآونة بالتحديد نواجه إشكالية كبيرة فى كون الحب حقيقيا بالمعنى المفهوم الذى اعتدناه أم هو مجرد إعجاب  تختلط فيه  المشاعر  بين الصداقة القوية و الراحة النفسية ، وهو فى حقيقة الأمر  ليس الحب كما نتمناه .
ولانشغال الجميع بقضايا ومشاكل كثيرة فى الحياة أفقدتنا الشغف فى كل ما يدور حول المشاعر الجميلة أو الحب .

  ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال على الرغم من أن  ما دفعنى اليه هو العديد من الجرائم التى حدثت مؤخرا بدعوة الحب ولا داعى لذكرها لأنها معلومة للجميع ولا أرغب فى أن يتذكرها أحد فهى لا تليق بأن تشغل جزأ ولو بسيطا من ذاكرتنا  .

 ملخصها انه عندما  يظن  الشاب أنه يحب فتاة بعينها ولا يرى ولا يحلم إلا بها تتملكه حالة من الجنون والغضب خاصة عندما يتخيلها لغيره أو ترفضه لأى سبب من الأسباب.

 من هنا تتولد لديه كل دوافع العنف إلى حد أنه يشرع  فى قتلها دون شفقة أو رحمة ، والغريب أنه يزعم  إنه يحبها حبا جارفا لدرجة أنه يُضرب به الأمثال فى قوة حبه.

  وبالفعل وجدت كثيرا من الفتيات شديدات الإعجاب بهذا النموذج على الرغم من أنه لا يمت بصلة  الى الحب من قريب أو من بعيد لأن الحقيقة تقول وما نعرفه عن الحب أنه مجرد من أى مصلحة أو غاية ولا يقبل المساومة.

   أى حب هذا الذى يجعل صاحبه يقتل محبوبته لعدم حصوله على مبتغاه ؟ أى حب هذا الذى يجعل صاحبه يشعر بقمة الاهانة لعدم قبول المرأة أو الفتاة  له؟  تلك ليست جريمة  فى حقه فكونه رُفض فليس ذلك من العيب  أبدا .
 أعتقد اننا جميعا نعلم أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف فمن ترفضه واحدة تقبله الاخرى ، و مايعيب الرجل بالفعل هو سوء أخلاقه وتربيته غير السوية أو أن يكون غير متوازن نفسيا والمجتمع بكل شرائحه لابد وأن يميز مابين الرفض لأى سبب وبين سوء وانحدار أخلاقه .
 إن الحب كبطاقة التموين لا يحصل عليها إلا المستحقون فمن يتوسم فى الطرف الآخر  المواصفات التى تستحق روحه وقلبه فلا يتردد فى الإرتباط به .
 حديثى هنا للطرفين وليس تحيزا لطرف عن الآخر -  فقد يقوم بمثل هذه الافعال أنثى وليس ذكر - لا بد فى جميع الأحوال أن يراعى التكافؤ فى كل شىء .
وفى رأيى ضرورة مراعاة الناحية النفسية  بل والإتزان النفسى أيضا لأنهما  أهم محورين حتى لا تقع فريسة او ضحية لأشخاص غير أسوياء وحتى تكون مطمئنا كل الاطمئنان بأن الحب  يستحقه وليس العكس .
 ليس مبررا أبدا لأى أحد أن يصنف نفسه الحاكم والجلاد دون أدنى إعتبارات أخلاقية أو دينية وهذة النوعية من البشر لا أصفها إلا وصفا واحدا   "ازدواجية الشخصية"  التى   أعتبرها ازدواجية فى كل شىء ،حتى فى علاقته بأقرانه للأسف اتذكر فى الماضى كانت حوادث القتل لا تحدث إلا نادرا .
 مؤكد أن هناك خلل مجتمعيا استباح دم الآخر بكل بساطة بل يصل الأمر  أحيانا الى أن ينهى الشخص حياته تحت مفهوم الحب أيضا .